نسّاخ عمانيون: عبدالله الصوافي.. كان مهتما بالنسخ فنسخ بخط يده المصحف الشريف وبعض كتب الأثر
قاض مؤرخ وأديب وشاعر -
لغزارة الإنتاج الفكري العماني ظهر النسّاخون العمانيون ليتولوا أمر الكتابة، سواء كان ذلك نقلا عن المؤلفين، أو بإملاء العلماء لهم، أو نسخا لكتب قديمة، أو أنهم كعلماء نسخوا لأنفسهم.
وتميز النسّاخ العمانيون بأنهم على قدر من الثقافة وجودة الخط فقد أعملوا جهدهم وتفننوا في الخطوط وفي تمييز بعض الكتابات والكتب بألوان معينة ونقوش وتقسيمات، ومع وجود النسّاخون كان للعلماء المؤلفين باعا كبيرا في نسخ الكتب لأنفسهم دون الحاجة إلى نساخ خاص.
حلقاتنا في ملحق (روضة الصائم) لهذا العام اخترناها لقارئنا الكريم أن تكون عن (النسّاخ العمانيون) ليتعرف على الدور الكبير والجهد الحثيث الذي قام به الأجداد لنقل إرثهم وإنتاجهم الفكري عبر القرون الماضية لتستفيد منه الأجيال جيلا بعد جيل.
ولقد كان لـ «المديرية العامة للآداب - دائرة المخطوطات» بوزارة التراث والثقافة تعاونا كبيرا في هذا الجانب حيث زودتنا بالمخطوطات التي حملت خطوطهم الفريدة كما استعنا بـ (معجم الفقهاء والمتكلمين الإباضية-قسم المشرق) عن سير هؤلاء النسّاخ.. فكانت هذه السلسلة من الحلقات.
عبدالله بن مصبح بن عبدالله الصوافي (حي :1309هـ/1892م)، قاض مؤرخ وأديب شاعر، عاش في النصف الثاني من القرن الثالث عشر وأول القرن الرابع عشر الهجري ولد في بلدة السليف من أعمال عبري وتلقى العلم على يد علماء عصره ثم انتقل الى زنجبار فتولى القضاء فيها للسلطان برغش بن سعيد .
كان مهتما بالنسخ فنسخ بخط يده المصحف الشريف وبعض كتب الأثر. وقد رجع من زنجبار في آخر عمره إلى بلدة السليف وتوفي فيها.
يظهر بخطه في المخطوط المرفق «تم الجزء المبارك في الطهارات وأقسامها والغسل من الجنابة وأحكامها وفي الوضوء ومعانيه والتيمم ومبانيه وتأليفا وردا وتصنيفا عن الشيخ الفقيه العالم العلامة والحبر الفهامة سيد دين أهل الاستقامة واعلم أهل زمانه الورع النزيه العالم الفقيه جاعد بن خميس بن مبارك الخروصي الخليلي العلياء رحمه الله تعالى.
تما ما وجدته مسطورا وعن الشيخ مأثورا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد صلاة دائمة في كل حين إلى يوم الأبد والدين وكان تمامه وحسن توفيقه ضحى الأربعاء وعاشر خلت من شهر محرم سنة 1300. على يد الفقير الحقير الضعيف المسكين الغريق في بحر الخطايا والذنوب عبدالله بن مصبح بن عبد الله الصوافي، نسخته لنفسي طالبا لثوابه ولإحياء آثار المسلمين وسنة نبيه الأمين محمد صلى الله عليه وسلم. آمين».